سب مخلوقات الله

من طرف ATTACKER الأربعاء نوفمبر 22, 2017 9:37 pm

من الأشياء التي يقع فيها بعض الناس بحكم العادة، وهي مما ينقص التوحيد، ويسيء إلى العقيدة: سب الدهر والرياح وما أشبه ذلك، من توجيه الذم إلى مخلوقات فيما ليس لها فيه تصرف، فيكون هذا الذم في الحقيقة موجهاً إلى الله سبحانه؛ لأنه الخالق المتصرف الآمر لهافمنهم من ينسب الهلاك إلى الدهر؛ لتعاقب الأيام والليالي عليهم.
قال تعالى: ( وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ) ( الجاثية 24 ).
ومنهم من يسب الدهر والوقت، وربما يلعنه، وهذا ناشئ من ضعف الدين والجهــل العظيم، فإن الدهر ليس عنده من الأمر شيء، فإنه مُدبَّر ومُصرَّف، والتصاريف الواقعة فيه من تدبير العزيز الحكيم، فالسب واللعن في الحقيقة سيقع على المدبِّر لها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ) لا تسبوا الدهرفإن الله عز وجل قال : أنا الدهرالأيام والليالي لي أجددها وأبليها وآتي بملوك بعدملوك( صححه الألباني
ومنهم من يسب الرياح إذا رأى منها ضرراً، من قلع الأشجار، وهدم البيوت مثلاً، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سب الرياح وغيرها من مخلوقاته، وجاءنا الهدي المبارك فيما نقوله تجاه هذه الأمور، فقال صلى الله عليه وسلم: ( لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح، وخير ما فيها، وخير ما أُمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح، وشر ما فيها، وشر ما أمرت به ) . صححه الترمذي .

فلذلك يجب على المؤمن أن يعلم أن التصاريف واقعة بقضاء الله وقدره وحكمته، فلا يتعرض لانتقاص أمر قد خلقه وأوجده الله سبحانه، بل يرضى بتدبير الله، ويسلم لأمره وبذلك يتم توحيده وطمأنينته.